أحمد زبانة (اسمه الحقيقي: أحمد زهانة)، من مقاتلي وشهداء ثورة التحرير الجزائرية ولد سنة 1926 بزهانة بولاية معسكر وعلى بعد 32 كم من وهران، وهو أول من نُفذ عليه حكم الإعدام بالمقصلة إبان ثورة التحرير في سجن سركاجي نشأ وسط عائلة مكونة من ثمانية أطفال وهو تاسعهم(9)

انضمام أحمد زبانة للكشافة الإسلامية الجزائرية كان لها دور في نمو الروح الوطنية في عمق ذاته، زيادة على شعوره بما كان يعانيه أبناء وطنه من قهر وظلم واحتقار. انضم لصفوف الحركة الوطنية عام 1941. وتطوع زبانة لنشر مبادئ الحركة وفضح جرائم الاستعمار الفرنسي. وبعد أن أثبت أهليته في الميدان العملي اختارته المنظمة السرية (الجناح العسكري) ليكون عضوا من أعضائها. وتمكن من تكوين خلايا للمنظمة بالنواحي التي كان يشرف عليها. وقد شارك زبانة في عملية البريد بوهران عام 1950

ازداد نشاط زبانة السياسي وتحركاته مما أثار انتباه السلطات الاستعمارية التي ألقت القبض عليه وحوكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات وبالنفي من المدينة لمدة ثلاث سنوات أخرى قضاها ما بين معسكر ومستغانم والقصر

نقل زبانة إلى المستشفى العسكري بوهران ومنه إلى السجن، وفي 21 أبريل 1955 قدم للمحكمة العسكرية بوهران فحكمت عليه بالإعدام. وفي 3 مايو 1955 نقل زبانة إلى سجن برباروس بالجزائر العاصمة وقدم للمرة الثانية للمحكمة لتثبيت الحكم السابق الصادر عن محكمة وهران، ومن سجن برباروس نقل زبانة إلى سجن سركاجي، وفي يوم 19 يونيو 1956 في حدود الساعة الرابعة صباحا أخذ زبانة من زنزانته وسيق نحو المقصلة وهو يردد بصوت عال أنني مسرور جدا أن أكون أول جزائري يصعد المقصلة، بوجودنا أو بغيرنا تعيش الجزائر حرة مستقلة، ثم كلف محاميه بتبليغ رسالته إلى أمه. وكان لهذه العملية صداها الواسع على المستوى الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الخارجي أبرزت الصحف، صفحاتها الأولى صورة زبانة وتعاليق وافية حول حياته. أما داخليا فقد قام في اليوم الموالي أي 20 يونيو 1956 جماعة من المجاهدين بناحية الغرب الجزائري بعمليات فدائية جريئة كان من نتائجها قتل سبعة وأربعين عميلا وإعدام سجينين فرنسين