ولد مصطفى بن بولعيد يوم 5 فبراير 1917 في قرية اينركَب، المعروفة باسم الدشرة ببلدية أريس ولاية باتنة من عائلة أمازيغية شاوية ريفية ميسورة الحال، والده يدعى محمد بن عمار بن بولعيد وأمـه أبركان عائشة وينتمي إلى قبيلة أولاد تخريبت من عرش التوابة ، كان أبوه يمتهن التجارة ومعروفا بالورع والتقوى فقام بتقديم ابنه للشيخ محمد بن ترسية الذي لقنه القرآن الكريم، ثم وجهه إلى الدراسة في مدينة باتنة حيث تحصل على شهادة التعليم المتوسط باللغتين العربية والفرنسية بمدرسة الأمير عبد القادر حاليا والمعروفة بالأهالي سابقا.

غير أن كره والده للإدارة الفرنسية وخوفه من تأثر ابنه بثقافتها جعلاه يوقفه عن الدراسة وأعاده إلى أريس ليمد له يد العون في التجارة والفلاحة وأثناء ذلك كان يتردد يوميا على شيخ يدعى خذير بقرية آفرة لقراءة كتب السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين وكان شغوفا بذلك ومهتما بتلك المثل العليا، الشيء الذي جعله يتشبع بالأخلاق الحميدة وتعاليم دينه السمحة، واستمر بن بولعيد في مساعدة والده حتى توفي سنة 1935 فتولى مهنة أبيه وتكفل بإعالة عائلته وداوم إلى جانب ذلك على ملازمة الشيخ خذير والتعلم منه

انخرط في نادي آريس الذي يحمل عنوان «نادي الاتحاد» والذي أسسه الشيخ عمر دردور تلميذ الإمام عبد الحميد بن باديس وأثمر هذا النادي ببناء مسجد يسمى اليوم «مسجد ابن بولعيد» وبقي يتعلم وينشط به حتى أواخر سنة 1936.