أكد رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق على مستوى المديرية العامة للغابات رشيد بن عبد الله أن طائرات إطفاء الحرائق “بومبارديي” ساهمت إلى حد بعيد في إخماد الحرائق التي نشبت بعدد من ولايات الوطن في وقت قياسي خلال الساعات الأخيرة، منها طائرة اقتنتها الجزائر و6 أخرى مؤجّرة لمجابهة مخاطر الصيف.
وأكد المتحدّث في تصريح لـ”الشروق”، أن 6 طائرات مؤجّرة، من فئة “بومبارديي” التي تلقب بقاذفة المياه، وتعدّ أقوى طائرة إطفاء في العالم مماثلة لطائرات “كاندير” الكندية، الملقبة بوحش إطفاء الحرائق، تم تجنيدها منذ الساعات الأولى لاستعار النيران لإطفائها، إضافة إلى الطائرة التي اقتنتها الجزائر، في انتظار وصول طائرات أخرى خلال المرحلة المقبلة، حيث ساهمت هذه الأخيرة إلى حدّ بعيد في مجابهة الحرائق في ظرف قياسي رغم خصوصية التضاريس الجزائرية الصعبة مقارنة مع دول أخرى، بسبب الطبيعة الجبلية الوعرة، وتوغّل الغابات داخلها.
وفي التفاصيل، أكد بن عبد الله، أنه تم تجنيد المروحية الخاصة بالإطفاء والمسيّرة من قبل مصالح الحماية المدنية زيادة على 6 طائرات، وأخرى تابعة للجيش الوطني الشعبي، ناهيك عن الإمكانات الخاصة بالمديرية العامة للغابات، حيث تم تجنيد 30 رتلا من السيارات الرباعية، يضم كل واحد منها 4 سيارات “4×4″، أي بإجمالي 120 سيارة رباعية الدفع، 80 منها دخلت الخدمة، و40 سيتم استلامها قريبا.
وقال المتحدّث: “نشتغل جميعا كجيش ودرك وحماية مدنية ومصالح الغابات يدا واحدة لمكافحة الحرائق وإطفائها في وقت قياسي، ولا نجابه أي نقص في الإمكانيات”.
وضرب المتحدّث مثالا باليونان التي رغم الإمكانات الكبرى التي تتوفّر عليها، إلا أنها اضطرت خلال الساعات الأخيرة لإجلاء مواطنيها بسبب النيران الحارقة التي التهبت فيها، وكذا كندا أكبر مُصنّع لطائرات “كنادير” ولكنها تجابه في كل مرة حرائق ملتهبة تلتهم مساحات غابية كبرى.
ويقول رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق على مستوى المديرية العامة للغابات، أن المديرية العامة اليوم بصدد جرد خسائر الغطاء النباتي، والتي ستكون مرتفعة جدا عبر مساحة معتبرة، رغم تأكيده إطفاء كل الحرائق المسجّلة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة عبر 11 ولاية يوم الأربعاء في حدود الساعة العاشرة صباحا، مع إبقاء حالة التأهب على مستوى المناطق التي شهدت استعار النيران، خوفا من أن تلتهب من جديد بفعل استمرار درجة الحرارة المرتفعة والرياح الساخنة، وهو ما يهدّد باشتعال بعض الجمرات المتقدة من جديد.
ويشدّد بن عبد الله على أن أكثر الولايات تضرّرا من ضمن 11 ولاية شهدت استعار النيران خلال الساعات الأخيرة، هي البويرة، بجاية، سكيكدة، جيجل، ثم بومرداس على التوالي، حيث يتم حاليا إحصاء الخسائر بشكل دقيق وسيتم الكشف عنها خلال الساعات المقبلة، مع العلم أن مصالح الغابات سجّلت في ظرف 52 يوما أي بين شهري جوان وجويلية الجاري 75 حريقا بمعدّل 3 حرائق في اليوم، في حين أن ذروة الحرائق سُجّلت بتاريخ 24 جويلية، مغتنما الفرصة للترحم على أرواح الضحايا.
وأوضح المتحدث أن كل الإمكانات مسخّرة لضمان إطفاء النار في وقت قياسي ومنع نشوب حرائق جديدة، لاسيما وأن الحرارة المرتفعة متواصلة بعدّة ولايات غابية، في حين أن الرياح الساخنة قد تتسبب في اندلاع نيران جديدة بالأماكن التي شهدت إخماد الحرائق، مؤكّدا أن السبب الرئيسي لنشوب النيران خلال الأيام الأخيرة هو العنصر البشري، إذ تمّ فتح التحقيقات اللازمة للتحرّي في الملف، كما ساهمت العوامل الطبيعية وهي الحرارة والرياح في توسّع رقعة الحريق وامتداده على مساحات شاسعة.